تخيل موظفًا في أحد المصانع بالرياض يعمل لساعات طويلة بعد الدوام الرسمي، على أمل أن يحصل على أجره الإضافي آخر الشهر، لكن المفاجأة كانت أن الراتب لم يتضمن أي مكافأة إضافية.
هنا تبدأ الحيرة: هل يكتفي بالصمت أم يطالب بحقه قانونًا بـ تقديم شكوى عدم دفع أجر إضافي؟
في السعودية، نظام العمل وفر آلية دقيقة لـ تقديم شكوى عدم دفع أجر إضافي عبر القنوات الرسمية لضمان العدالة وحماية العامل.
تواصل الآن مع أفضل محامي مكتب العمل عبر زر الواتساب أسفل الشاشة للحصول على استشارة قانونية فورية حول شكواك العمالية.
ما المقصود بالأجر الإضافي وحقوق العامل وفق النظام؟
لفهم أساس أي شكوى تتعلق بعدم دفع الأجر الإضافي، لا بد من معرفة المقصود بهذا الأجر وحقوق العامل المتعلقة به.
فقد نظم نظام العمل السعودي هذا الحق في المادة (107)، التي نصّت على أن العامل يستحق أجرًا إضافيًا عن كل ساعة عمل بعد الساعات النظامية بنسبة 150% من الأجر الأساسي، أي أنه أجر مضاعف يهدف إلى تعويض العامل عن الجهد والوقت الزائد الذي يقدمه لصاحب العمل.
ويُطرح هنا تساؤل مهم: هل يمكن لصاحب العمل الامتناع عن دفع الأجر الإضافي بحجة ظروف العمل؟
الإجابة القطعية: لا، إذ لا يُعفى صاحب العمل من الدفع إلا في حالات استثنائية محددة كنظام الطوارئ أو التشغيل الموسمي وفق ما تسمح به الوزارة.
النقاط الأساسية حول الأجر الإضافي:
- يُحسب الأجر الإضافي وفق المعادلة: أجر الساعة × 1.5.
- يشمل جميع العاملين سواء كانوا بالراتب الشهري أو بالأجر اليومي أو بالساعة.
- يُحتسب أيضًا في أيام العطل الرسمية والإجازات الأسبوعية إذا طُلب من العامل العمل خلالها.
- لا يجوز استبدال الأجر الإضافي براحة أو إجازة إلا بموافقة العامل الخطية وبما لا يخالف النظام.
كل ساعة عمل يؤديها العامل بعد الدوام النظامي دون مقابل تُعد مخالفة صريحة لنظام العمل السعودي وتستوجب التعويض المالي، كما أن الامتناع عن دفعها قد يُعرّض المنشأة للعقوبات والغرامات المنصوص عليها في لوائح وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
الأدلة المطلوبة لإثبات عدم دفع الأجر الإضافي
قبل أن يتوجه العامل إلى تقديم شكوى عدم دفع أجر إضافي رسمية، من الضروري أن يُعدّ ملفًا قويًا بالأدلة التي تُثبت أنه عمل ساعات إضافية دون مقابل. فالقضاء العمالي في السعودية يعتمد على البيّنة الموثقة، وغياب الإثبات الدقيق قد يُضعف الموقف القانوني للعامل مهما كانت المطالبة مشروعة. لذلك، جمع المستندات وتوثيق الوقائع بشكل مبكر هو الخطوة الأهم لضمان استرداد الحق.
أهم أنواع الأدلة المقبولة نظامًا:
- كشوف الساعات الإلكترونية أو بطاقات الحضور والانصراف المعتمدة من جهة العمل.
- خطابات أو رسائل التكليف بـ العمل الإضافي عبر البريد الإلكتروني أو تطبيقات المراسلة الرسمية.
- كشوف الرواتب الشهرية أو مسيرات الأجور التي تُظهر غياب التعويض عن الساعات الإضافية.
- شهادات زملاء العمل أو المشرفين المباشرين، شريطة أن تتطابق رواياتهم وتكون صادقة في التفاصيل.
- محاضر أو أوامر تشغيل صادرة من الإدارة تُثبت وجود تكليف فعلي بالعمل خارج الدوام.
كل مستند أو شاهد يمكنه تأكيد أنك عملت بعد الدوام الرسمي دون مقابل مالي يعزز موقفك أمام الجهة المختصة، ويزيد من احتمالية صدور حكمٍ لصالحك في قضية الأجر الإضافي.
العقوبات النظامية على صاحب العمل عند عدم دفع الأجر الإضافي
لا يقتصر نظام العمل السعودي على منح العامل حق المطالبة بالأجر الإضافي فحسب، بل يفرض أيضًا عقوبات نظامية على صاحب العمل الذي يتعمّد عدم دفع هذا الأجر أو يتأخر في تسويته.
هذه العقوبات جاءت لتضمن التزام المنشآت بحقوق العاملين وتمنع أي تجاوزات أو استغلال في بيئة العمل.
العقوبات النظامية وفق لوائح وزارة الموارد البشرية:
- غرامة مالية تصل إلى (10,000 ريال) عن كل عامل لم يُدفع له أجره المستحق أو أجره الإضافي في موعده.
- إلزام صاحب العمل بسداد الأجور المتأخرة مع التعويض عن التأخير.
- إيقاف خدمات المنشأة مؤقتًا في حال تكرار المخالفة أو تعدد الشكاوى عليها.
- إحالة القضية إلى المحكمة العمالية إذا لم يلتزم صاحب العمل بقرارات التسوية الودية.
تؤكد هذه العقوبات أن حقوق العامل المالية مصانة بنص النظام، وأن تجاهل الأجر الإضافي لا يمر دون محاسبة.
لذلك فإن التبليغ عن المخالفة وتقديم الشكوى عبر القنوات الرسمية هو حق مشروع يحميك ويُفعل دور الجهات الرقابية في ضمان العدالة.
خدمات المحامي المختص في قضايا الأجر الإضافي
في كثير من الحالات، لا تكفي الشكوى الإلكترونية وحدها لاسترداد الحقوق المالية، بل تتطلب مساندة قانونية متخصصة تضمن إعداد الدعوى وصياغة المطالبات بشكل نظامي دقيق.
هنا يظهر دور المحامي المختص في القضايا العمالية الذي يمتلك المعرفة التفصيلية بنظام العمل السعودي وإجراءاته أمام الجهات المختصة.
دور المحامي ومهامه الأساسية:
- صياغة الشكوى القانونية بما يتوافق مع نصوص نظام العمل ولائحته التنفيذية لضمان قبولها رسميًا.
- تحليل الأدلة والمستندات المتعلقة بساعات العمل والأجور وإعدادها بالشكل النظامي قبل التقديم.
- التفاوض خلال مرحلة التسوية الودية مع صاحب العمل أو ممثله لتجنب تصعيد النزاع.
- تمثيل العامل أمام المحكمة العمالية في حال لم تتم التسوية، مع متابعة القضية حتى صدور الحكم.
- تقديم الاستشارات القانونية الوقائية للعاملين لتجنّب الوقوع في نزاعات مستقبلية حول الأجر الإضافي.
إن الاستعانة بـ مكتب محامي قضايا عمالية في السعودية يمنح العامل قوة قانونية واستراتيجية ترفع فرصه في كسب القضية واسترداد أجره الإضافي وفق النظام.
ويُعدّ مكتب المحامي حسين الدعدي من المكاتب المتخصصة في قضايا العمل والرواتب المتأخرة، ويقدّم استشارات دقيقة لضمان حفظ حقوق العامل وسرعة معالجة شكواه.
الأسئلة الشائعة حول تقديم شكوى عدم دفع أجر إضافي
وف الختام يُعدّ تقديم شكوى عدم دفع أجر إضافي في السعودية، إجراءً نظاميًا يحمي العامل ويضمن ردّ الحقوق وفق نظام العمل السعودي.
احرص على توثيق ساعات عملك ومراسلاتك لدعم موقفك عند المطالبة بحقك. ولضمان متابعة شكواك بطريقة قانونية صحيحة، يُستحسن الاستعانة بـ محامي قضايا عمالية في السعودية يمتلك خبرة في منازعات الأجور والعمل الإضافي.
اتصل بنا الآن عبر زر الواتساب أسفل الشاشة للتواصل مع مكتب المحامي حسين الدعدي والحصول على استشارة قانونية متخصصة.
مواضيع تهمك: كيفية فسخ عقد العمل الجزئي، وأيضاً تقديم شكوى تأخر راتب العامل الجزئي، وكذلك نموذج عقد عمل جزئي.
المصادر:
- نظام العمل السعودي.

محامٍ مرخص من وزارة العدل في المملكة العربية السعودية، وصاحب خبرة قانونية تمتد لأكثر من عشر سنوات في تقديم الاستشارات القانونية وتمثيل العملاء أمام مختلف الجهات القضائية.
متخصص في القضايا العمالية وتعويضات حوادث العمل ويهدف من خلال مقالاته إلى تعزيز الوعي القانوني المستند إلى الأنظمة الرسمية السعودية.