في سوق العمل السعودي، يتطلّب ضمان العدالة بين العامل وصاحب العمل منظومة تشريعية واضحة تحكم العلاقة التعاقدية. ومن أبرز هذه النصوص المادة 8 من نظام العمل السعودي، التي تُعد حجر الزاوية في ضبط حقوق العامل والتزامات صاحب العمل، لا سيما فيما يتعلق بعدم مخالفة أحكام النظام أو تجاوز القوانين العامة في صياغة عقود العمل. نستعرض في هذا المقال نص المادة، وتفسيرها النظامي، وأثرها العملي في حماية العلاقة العمالية.
إذا واجهت عقد عمل يحتوي بنودًا مجحفة، ننصح بالتواصل مع محامٍ مختص عبر زر الواتساب أسفل الشاشة.
جدول المحتويات
نص المادة 8 من نظام العمل السعودي: أبرز النقاط
تنص المادة (8) من نظام العمل الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/51) بتاريخ 23/8/1426هـ والمعدّل لاحقًا، على ما يلي:
“يبطل كل شرط يخالف أحكام هذا النظام، إلا إذا كان أكثر فائدة للعامل.”
أبرز ما تعنيه المادة:
- لا يجوز تضمين أي شرط في عقد العمل أو لائحة تنظيمية يخالف ما ورد في نظام العمل.
- إذا تم تضمين شرط يخالف النظام، فإنه يُعتبر باطلًا تلقائيًا.
- يُستثنى من ذلك الشروط التي تمنح العامل ميزة أفضل من المنصوص عليها في النظام، فهي جائزة ومعتبرة.
الالتزامات القانونية المتعلقة بالمادة 8 من نظام العمل
تُرتّب المادة 8 من نظام العمل السعودي التزامات قانونية صريحة، أهمها منع تضمين أي شرط في عقد العمل يخالف أحكام النظام، إلا إذا كان ذلك الشرط أكثر فائدة للعامل، ما يفرض على أصحاب العمل الالتزام التام باللوائح النظامية المعتمدة.
- على صاحب العمل
عدم تضمين شروط تعسفية مثل:- التنازل عن الإجازات النظامية
- التنازل عن مكافأة نهاية الخدمة
- تحديد مدة عمل طويلة تتجاوز النظام دون مقابل
- الالتزام بلوائح نظام العمل كأساس لأي علاقة تعاقدية
- على العامل
- التأكد من فهم بنود العقد، وعدم التوقيع على ما يخالف النظام
- الاحتفاظ بنسخة من العقد لمراجعة الحقوق عند الحاجة
العقود التي تحتوي بنودًا مخالفة للمادة 8 يمكن الطعن في صحتها أمام المحكمة العمالية.
العقوبات المترتبة على مخالفة المادة 8 من نظام العمل
العقوبات تختلف حسب نوع المخالفة، وتتضمّن:
- غرامات مالية على صاحب العمل (تبدأ من 5,000 ريال في بعض الحالات).
- إلغاء البنود المخالفة تلقائيًا.
- في حالات التكرار، قد تُدرج المنشأة ضمن سجلات المخالفين في وزارة الموارد البشرية.
العامل لا يتحمّل أي مسؤولية إذا ثبت أنه أُجبر أو لم يكن على دراية بالنص المخالف.
تأثير المادة 8 على عقود العمل في السعودية
تُعد المادة 8 مرجعًا مهمًا في تفسير صحة العقود العمالية، وتمنح حماية قانونية للعامل من الشروط الجائرة، بما في ذلك:
- إلغاء الشروط المجحفة ولو تم التوقيع عليها
- حماية العمال الوافدين الذين قد يجهلون اللغة أو التفاصيل النظامية
- ضمان أن أي اتفاق أقل من الحد الأدنى النظامي (كالأجور أو الإجازات) يُعد باطلًا
المادة 8 تكرّس مبدأ “عدم التنازل عن الحقوق النظامية” حتى برضا العامل.
الأسئلة الشائعة
تُعد المادة 8 من نظام العمل السعودي من أهم النصوص التي تُبطل الشروط الجائرة وتكفل للعامل حدًا أدنى من الحماية القانونية. وعلى كل عامل أو جهة توظيف أن يراجع عقد العمل في ضوء هذه المادة، لضمان التوافق مع الأنظمة. وفي حال وجود نزاع أو شرط مشكوك فيه، فإن استشارة محامٍ مختص تضمن لك حقوقك النظامية الكاملة.
هل يحتوي عقدك على بنود غير واضحة أو مريبة؟ تواصل الآن عبر زر الواتساب أسفل الشاشة مع محامي قضايا عمالية في السعودية لمراجعة البنود وضمان سلامتها القانونية.
لقراءة المزيد تابع:
كيفية تعويض انهاء عقد العمل في السعودية.
المخالصة في نظام العمل السعودي.
تفسير مواد نظام العمل السعودي للموظفين بشكل مبسّط.

محامٍ مرخص من وزارة العدل في المملكة العربية السعودية، وصاحب خبرة قانونية تمتد لأكثر من عشر سنوات في تقديم الاستشارات القانونية وتمثيل العملاء أمام مختلف الجهات القضائية.
متخصص في القضايا العمالية وتعويضات حوادث العمل ويهدف من خلال مقالاته إلى تعزيز الوعي القانوني المستند إلى الأنظمة الرسمية السعودية.